يؤرقني شعور باليأس و العجز و الحيرة و الويل و الثبور
ليس من ضعف و لا من صرف ولكن من قسوة الحظور
كلما زاد ذكائي و زاد وفائي و زاد عطائي رموني بالشرور
من دون ذنبٍ سوى أني رزقت بعقلٍ جسور
الحمقى من حقبتي أعطوهم الرتب و الرواتب و المراتب و السرور
لا لشيء سوى أنهم يتكلمون نفس اللغة الحمقاء بين السطور
و أعطوني الهجر و الحجر والزجر كلما أينعت أشجاري بالزهور
و كلما زاد أدبي و بلاغتي و فصاحتي زادوها بالكسور
لا لشيء سوى أنهم حمقى لا يفقهون التعايش مع أصحاب العقول
أنضم شعراً أكتب فكراً أرسم أزدهاراً للعصور
يجتمع الحمقى على الحمقى و يقولوا مسحور
أرفع عمداً، أنفع بلداً، أبني مجداً للدهور
يجتمع الحمقى على الحمق ويقولوا علينا سيثور
يا ويح عقلي من خيبته من وحدته من أزمته مع حمقى شر العصور